×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

آخر يفسّره، والمتشابِه هو: الذي لا يُفهم معناه من لفظه، ويحتاج إلى دليل آخر يفسّره، كالنّاسخ والمنسوخ، والمطلَق والمقيَّد، والعام والخاص، والمجمل والمبيّن.

فقاعدة أهل السنّة والجماعة: أنّهم يردوّن المتشابِه إلى المحكَم، فيفسّرون بعض النّصوص ببعض؛ لأنّها كلها كلامُ الله أو كلامُ رسوله صلى الله عليه وسلم وأمّا أهل الزّيْغ فإنّهم يأخذون المتشابِه ويتركون المحكَم، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ [آل عمران: 7] فيردّون المتشابِه إلى المحكَم، ويفسِّرون كلام الله بكلام الله أو بكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، و ﴿يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ [آل عمران: 7] يعني: المحكَم والمتشابِه، ﴿مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ [آل عمران: 7] فيفسّرون بعضه ببعض، فلا يأخذون المتشابِه فقط ويترُكون المحكَم، ومنهم هذا الرجل الذي ترك المحكَم واستنكره - وهو حديث الصفات - وأخذ المتشابه فهلك.

فدلّ قوله رضي الله عنه: «يَجِدُونَ رِقّة عِنْدَ مُحْكَمِهِ» على أنّ آيات الصّفات من المحكَم وليست من المتشابِه، وفي هذا ردٌّ على أهل الضّلال الذين يجعلون نصوص الصّفات من المتشابِه، ويفوِّضون معناها إلى الله، وهذا ضَلال وغلَط، بل هي من المحكَم الذي يُعرف معناه ويُفسَّر، ولذلك عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما جعلها من المحكَم، وهذا هو الحقّ،


الشرح