×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: أنه رأى رجلاً انتفض لمّا سمع حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصّفات؛ استنكارًا لذلك، فقال: ما فَرَقَ هؤلاء؛ يجدون رِقَّة عند مُحْكَمه، وَيَهْلِكُون عند مُتَشَابِهِه؟! انتهى.

****

السّامعين: إنْ كان في وسطٍ علمي يتحدّث بما يناسِبه، وإن كان في وسط عامِّي يتحدّث بما يناسبه، وإنْ كان في وسط مختَلِط من العلماء ومن الجُهّال ومن العوام فإنه يلاحظ الواقع، فيتحدّث بحديث يستفيدُ منه الحاضرون ويفهمونه من أُمور دينهم، ويدرِّسون العقائد والعلوم شيئًا فشيئًا حتى تتسع لها عقولهم، وتتقبلها أفهامهم.

قال: «وروى عبد الرزّاق» عبد الرزّاق: هو عبد الرزّاق بن همّام الصنعانيّ الإمام الجليل، صاحب «المصنّف» المسمّى بـ «مصنّف عبد الرزّاق».

«عن معمَر» هو: معمَر بن راشد الأزدي، من تلاميذ محمد بن شهاب الزُّهريّ، الإمام الجليل.

«عن ابن طاوس، عن أبيه» طاوس، هو: طاوس بن كَيْسان، من أئمّة العلم في اليمن، وابنُه هو: عبد الله بن طاوس: كان إمامًا جليلاً، يروي عن أبيه طاوس.

«عن ابن عبّاس: أنّه رأى رجلاً انتفض لَمّا سمعَ حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصّفات؛ استنكارًا لذلك، فقال: ما فَرَقَ هؤلاء، يَجِدُونَ رِقّة عِنْدَ مُحْكَمِهِ، وَيَهْلِكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ» الفَرَق: الخوف. والمحكَم من النّصوص، هو: الذي يُفهم معناه من لفظه، ولا يحتاج إلى دليل


الشرح