×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فهذا فيه فائدة ثانية وهي: قَبولُ الحقِّ ممَّن جاء به ولو كان عدوًّا.

وفيه فائدة ثالثة: نبَّه عليها الشيخ رحمه الله وهي: أنَّ اليهود على ضلالهم يفهمون الشِّرك، وبعض علماء هذه الأُمَّة لا يفهمون الشرك، ولذلك يرون جواز عبادة الأضرحة والقُبور، ولا يستنكرونها، ويقولون: هذا من التوسُّل بالصالحين، وليس شركًا، أو هذا يدلُّ على محبة الصالحين. ويحبِّذون هذا الشيء، ويرون أنَّه ليس بشرك، مع أنه شركٌ مخرجٌ من الملَّة، والذي ذكره هذا اليهودي شركٌ أصغر لا يُخرِجُ من الملَّة، وبعض المنتسبين إلى العلم من هذه الأمة لا يُنكرون الشرك المخرِج من الملَّة الذي يَعُجُّ الآن في العالم الإسلامي بعبادة غير الله، ففيه أن بعض اليهود أفهم من بعض العلماء المنتسبين إلى الإسلام، نسأل الله العافية والسلامة.

الفائدة الرابعة: النَّهي عن قول: «ما شاء الله وشئت» والنَّهي عن الحلف بالكعبة، وبغيرها من المخلوقات؛ لأنَّ الحلف بغير الله شرك؛ لأنَّه تعظيمٌ لغير الله سبحانه وتعالى ولا يستحقُّ التعظيم على الوجه الأكمل إلاَّ الله سبحانه وتعالى ففيه: أن الحلف بغير الله شرك؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ هذا اليهوديَّ على قوله: «إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ» فدلَّ على أنَّ هذه الألفاظَ شركٌ.

الفائدة الخامسة: التَّوجيه أنَّ العالِمَ إذا منعَ مِن شيءٍ؛ فإنَّه يوجِّهُ إلى البديل الصَّالح؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وجَّه إلى أن يُقال: «وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»، وأن يقال: «مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ»، فمن أفتى بتحريم شيء أو بمنع شيء وهُناك له بديلٌ صالح فإنَّه يوجِّه إليه، كما فعل النَّبي صلى الله عليه وسلم.


الشرح