×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

المنافقين خُطَّتهم، ومِن أجل أَنْ يُنهيَ هذه الخُطَّة الخبيثة.

«فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ، نَقْطَعُ بِهِ عَنَاءَ الطَّرِيقِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقًا بِنِسْعَةِ نَاقَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم » النِّسْعَةُ هي الحبل الذي يُشَدُّ به الرَّحل.

«وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ» فالرسول صلى الله عليه وسلم يرُدُّ عليه بقوله تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ [التوبة: 65- 66].

فهذه القصَّة فيها فوائد عظيمة:

الفائدة الأولى: أَنَّ مَنِ استهزأ بالله أو برسوله أو بالقرآن ارتدَّ عن دين الإسلام رِدّةً تنافي التَّوحيد، وهذا وجه المناسبة مِن عقدِ المصنِّف لهذا الباب؛ أنَّ مَنِ استهزأ بالله أو برسوله أو بالقرآن، أو استهان بشيء من ذلك؛ أنَّه يرتدُّ عن دين الإسلام رِدَّة تنافي التَّوحيد وتُخرج من دين الإسلام؛ لأن هؤلاء كانوا مؤمنين، فارتدُّوا عن دينهم بهذه المقالة، بدليل قوله تعالى: ﴿قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ [التوبة: 66].

الفائدة الثانية: أن نواقض الإسلام لا يُعفَى فيها عن اللَّعب والمزح، سواءٌ كان جادًّا أو هازلاً، بل يُحكم عليه بالردَّة والخُروج من دين الإسلام، لأنَّ هؤلاء زعموا أنَّهم يمزحون ولم يقبل الله جل وعلا عذرهم، لأنَّ هذا ليس موضع لعب ولا موضع مزح.


الشرح