الفائدة الثالثة: وُجوب إنكار
المنكر؛ لأنَّ عوف بن مالك رضي الله عنه أنكر ذلك وأقرَّه الرسول صلى الله عليه
وسلم على ذلك.
الفائدة الرابعة: أنَّ مَن لم يُنكر
الكفر والشرك فإنَّه يكون كافرًا؛ لأنَّ الذي تكلَّم في هذا المجلس واحد والله نسب
هذا إلى المجموع فقال: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ
كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ
إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ﴾ لأنَّ الراضيَ
كالفاعل، وهذه خطورة عظيمة.
الفائدة الخامسة: أنَّ إبلاغ وليِّ
الأمر عن مقالات المفسدين من المنافقين ودُعاة السوء الذين يريدون تفريق الكلمة
والتحريش بين المسلمين من أجل الحَزْم يُعَدُّ من النصيحة الواجبة، وليس هو من
النَّميمة؛ لأنَّ عوف ابن مالك رضي الله عنه فعل ذلك ولم يُنكر عليه الرسول صلى
الله عليه وسلم، فدلَّ على أنَّ هذا من النَّصيحة، وليس من النَّميمة المذمومة.
الفائدة السادسة: فيه احترام أهلِ
العلم وعدم السخرية منهم، أو الاستهزاء بهم؛ لأنَّ هذا المنافق قال: «مَا
رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاَءِ» يريد بذلك العلماء، والعلماء
وَرَثَةُ الأنبياء، وهم قُدوة الأُمَّة، فإذا طعنَّا في العلماء فإنَّ هذا
يُحْدِثُ الخَلْخَلَةَ في المجتمع الإسلاميِّ، ويقلِّل مِن قيمة العلماء، ويُحْدِث
التشكيك فيهم.
نسمع ونقرأ من بعض
دُعاة السوء مَن يقول: «هؤلاء علماء حيض، علماء نِفَاس، هؤلاء عُمَلاء
للسلاطين، هؤلاء علماء بغْلَة السلطان»،