وله
بسند صحيح عن قَتَادة: «شُركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته».
****
«وله» أي: ابن أبي حاتم.
«بسند صحيح عن
قَتَادة: شُركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته» وشِرك الطاعة شِركٌ أصغر لا
يُخرِج من المِلَّة، لا سيما وأنهما لم يفعلا هذا قصدًا للمعنى، وإنما فعَلاه من
باب حُبِّ الولد، ومن أجل سلامته فقط، ومع هذا سمَّاه الله شِركًا، فيكون شِركًا
ولو لم يقصِده الإنسان. فدلَّ هذا على أنَّ من تكلَّم بالشِّرك أو فعل الشِّرك
فإنه يُسمَّى مشركًا، ولو لم يقصِده ولم ينوِه، فيُحكَم عليه بأن فعله هذا شِرك،
سواء من الشِّرك الأصغر أو الشِّرك الأكبر، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم
للذي قال له: ما شاء الله وشئتَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟» مع أنَّ
القائل ما أراد أن يجعَل لله نِدًّا، ولكنَّ هذا اللَّفظ لا يجوز، فهو شِرك ولو لم
يقصِده، فكيف إذا قصَده؟
ففيه ردٌّ على من
يقول: أنَّ من قال كلمة الشِّرك أو فَعَل الشِّرك لا يُحكم عليه أنه مشرِك حتى
يعتقِده بقلبه.
***