وله
بسند صحيح عن مجاهد في قوله: ﴿لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا﴾ [الأعراف:
189] قال: أشفَقا أن لا يكون إنسانًا. وذكَر معناه عن الحسن وسعيد
وغيرِهما.
****
«وله» أي: ابن أبي حاتم.
«بسند صحيح عن مجاهد
في قوله: ﴿لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا﴾ قال: أَشْفَقَا أَنْ لاَ يَكُونَ إِنْسَانًا» أي: خافا من ذلك.
«وذكَر معناه عن
الحسن» هو: الحسن البصري.
«وسعيد» هو: سعيد بن
المسيِّب، وهما من أئمَّة التابعين، أي: ورُوِيَ هذا التفسير عن هذين الإماميْن،
بل هذا قولُ أكثر المفسِّرين، كما ذكَر ذلك الشَّوكانيُّ في «فتح القدير»، ورجَّحه
شيخُ المفسِّرين الإمام ابن جرير رحمه الله في «تفسيره» وقال: «هو أَوْلى القولين
في تفسير الآية الكريمة». وهو الذي اختاره الشيخ المصنِّف: محمد بن عبد الوهاب،
واختاره الشارِح الشيخ: سليمان بن عبد الله، وأنَّ هذا الشِّرك المذكور في الآية
وقع من آدم وحَوَّاء، لكنه شِركٌ في الطاعة وليس في العبادة.
وذهَب بعض المفسِّرين
- وهو القوْل الثاني -: إلى أنَّ الآية من أوَّلها إلى آخرها لا تعنِي آدم ولا
حوَّاء، وإنما تعنِي المشركِين من بني آدم، واعتمدوا في هذا على شيئيْن:
الشيء الأوَّل: أنه لا يجوز أن
يقَع من آدم وحَوَّاء مِثل هذا؛ لأنَّ آدم عليه الصلاة والسلام نبيٌّ من أنبياء
الله، ولا يقَع منه هذا الشيء.
الشيء الثاني: أنَّ الله خَتَم
الآية بقوله: ﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾، وهذا لفظُ جَمْع،
فيُراد به المشرِكون من بني آدم.