×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: ﴿لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا [الأعراف: 189] قال: أشفَقا أن لا يكون إنسانًا. وذكَر معناه عن الحسن وسعيد وغيرِهما.

****

 «وله» أي: ابن أبي حاتم.

«بسند صحيح عن مجاهد في قوله: ﴿لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا قال: أَشْفَقَا أَنْ لاَ يَكُونَ إِنْسَانًا» أي: خافا من ذلك.

«وذكَر معناه عن الحسن» هو: الحسن البصري.

«وسعيد» هو: سعيد بن المسيِّب، وهما من أئمَّة التابعين، أي: ورُوِيَ هذا التفسير عن هذين الإماميْن، بل هذا قولُ أكثر المفسِّرين، كما ذكَر ذلك الشَّوكانيُّ في «فتح القدير»، ورجَّحه شيخُ المفسِّرين الإمام ابن جرير رحمه الله في «تفسيره» وقال: «هو أَوْلى القولين في تفسير الآية الكريمة». وهو الذي اختاره الشيخ المصنِّف: محمد بن عبد الوهاب، واختاره الشارِح الشيخ: سليمان بن عبد الله، وأنَّ هذا الشِّرك المذكور في الآية وقع من آدم وحَوَّاء، لكنه شِركٌ في الطاعة وليس في العبادة.

وذهَب بعض المفسِّرين - وهو القوْل الثاني -: إلى أنَّ الآية من أوَّلها إلى آخرها لا تعنِي آدم ولا حوَّاء، وإنما تعنِي المشركِين من بني آدم، واعتمدوا في هذا على شيئيْن:

الشيء الأوَّل: أنه لا يجوز أن يقَع من آدم وحَوَّاء مِثل هذا؛ لأنَّ آدم عليه الصلاة والسلام نبيٌّ من أنبياء الله، ولا يقَع منه هذا الشيء.

الشيء الثاني: أنَّ الله خَتَم الآية بقوله: ﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ، وهذا لفظُ جَمْع، فيُراد به المشرِكون من بني آدم.


الشرح