والنَّذر له؛ صار
شِركًا أكبر، وإن لم يصحبه شيءٌ من التقرُّب إلى المخلوق، وإنما هو مجرَّد توسُّط
بالجاه ونحوه؛ فهذا بِدْعة ووَسيلة إلى الشِّرك، كالسُّؤال بالجاه، والسُّؤال
بحقِّ النبي، أو بمنزِلة النبي، أو بالنبي ذاته.
فهذا يُعتَبر بدعةً
في الدعاء لم يشرَعها الله، وهي وسيلة من وسائل الشِّرك، لأنه إذا بدأ يتوسَّل
بجاه المخلوق أو بمنزِلته أو بحقِّه عند الله؛ فإنه يتدرَّج إلى أن يعبُد هذا
المخلوق، مثل ما حصَل للمشركين قديمًا وحديثًا، حيث بدأَتْ مسألتهم من مجرَّد
التوسُّل، وانتهت بالشِّرك الأكبر المُخرِج من المِلَّة، نسأل الله العافية
والسلامة.
وقد تعلَّق بعض
المغالِطين بكلمةٍ جاءت في بعض رسائل الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه
قال: «إنَّ التوسُّل من مسائل الفقه والاجتهاد، التي لا إنكار فيها»، هكذا
قالوا!!، ونسَبوه إلى الشيخ!!
والواقع أنَّ الشيخ
رحمه الله فصَّل فقال: «إنَّ التوسُّل الخالي من عبادة المتوسَّل به، إنما هو
توسُّل بحق الشخص، أو جاهه؛ فهذا بدعة، وليس بشِرك. وأمَّا التوسُّل الذي معناه
التقرُّب إلى المتوسَّل به بالذبح له، والنَّذر له، وغير ذلك من أنواع العبادة؛
فهذا شِرك أكبر».
هذا معنى ما قاله
الشيخ، وهو ما قرَّره المحقِّقون من أهل العلم، وليس المراد: أنَّ التوسُّل كلَّه
من مسائل الفقه؛ لأنَّ منه ما هو شِرك أكبر.
وهذا بابٌ عظيم؛ لأنَّ هذه الشُّبهة ضلَّ بها أكثرُ الخلْق قديمًا وحديثًا، لأنهم لم يفرِّقوا بين الوسيلة الممنوعة والوسيلة المشروعة.