فالتوسُّل على
قسمين:
توسُّل ممنوع، وهو: التوسُّل بجاه
المخلوق، أو بحق المخلوق ومنزلته، أو بذاته وهو إمَّا شِركٌ، وإما بدعة ووسيلة إلى
الشِّرك.
أما التوسُّل
المشروع فهو: الذي جاء في الكتاب والسنَّة ذِكره والأمر به، ومن ذلك: هذه الآية
الكريمة التي صدَّر بها الشيخ هذا الباب: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180].
والتوسُّل المشروع
أنواع:
النوع الأول: التوسُّل بأسماء
الله وصفاته، تقول: «يا رحمن ارحَمني»، «يا غفور اغفِر لي»، «يا
توَّاب تُبْ عليَّ»، «يا غنيُّ أغنِني»، وهكذا، تذكُر في دعائك كلَّ
اسم يناسِب حاجتك.
ولا يناسِب أنك تأتي
باسم غير مناسب لحاجتك: فلا تقُلْ: اللهم اغفِر لي إنك شديد العقاب.
النوع الثاني: التوسُّل إلى الله
جل وعلا بدعاء الصالحين: إذا كان هناك صالحٌ من الصالحين، حيٌّ موجود، تأتي إليه
وتقول: «ادعُ الله لي أن يغفِر لي»، «أن يرزُقني»، «أن يشفِيَني»،
أو إذا قَحِط الناس طلَبوا من الصالحين أن يدعُوا الله تعالى لهم بالغَيث، فهذا
مشروع.
وقد استِسقى عمر بن
الخطَّاب - رضي الله تعالى عنه - بدعاء العبَّاس عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقال: «اللهم إنَّا كنَّا نستسقي بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نستسقي بعمِّ رسولك، قم
يا عبَّاس فادعو»، فيدعو العبَّاس والناس يؤمِّنون.