×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فالتوسُّل على قسمين:

توسُّل ممنوع، وهو: التوسُّل بجاه المخلوق، أو بحق المخلوق ومنزلته، أو بذاته وهو إمَّا شِركٌ، وإما بدعة ووسيلة إلى الشِّرك.

أما التوسُّل المشروع فهو: الذي جاء في الكتاب والسنَّة ذِكره والأمر به، ومن ذلك: هذه الآية الكريمة التي صدَّر بها الشيخ هذا الباب: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180].

والتوسُّل المشروع أنواع:

النوع الأول: التوسُّل بأسماء الله وصفاته، تقول: «يا رحمن ارحَمني»، «يا غفور اغفِر لي»، «يا توَّاب تُبْ عليَّ»، «يا غنيُّ أغنِني»، وهكذا، تذكُر في دعائك كلَّ اسم يناسِب حاجتك.

ولا يناسِب أنك تأتي باسم غير مناسب لحاجتك: فلا تقُلْ: اللهم اغفِر لي إنك شديد العقاب.

النوع الثاني: التوسُّل إلى الله جل وعلا بدعاء الصالحين: إذا كان هناك صالحٌ من الصالحين، حيٌّ موجود، تأتي إليه وتقول: «ادعُ الله لي أن يغفِر لي»، «أن يرزُقني»، «أن يشفِيَني»، أو إذا قَحِط الناس طلَبوا من الصالحين أن يدعُوا الله تعالى لهم بالغَيث، فهذا مشروع.

وقد استِسقى عمر بن الخطَّاب - رضي الله تعالى عنه - بدعاء العبَّاس عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: «اللهم إنَّا كنَّا نستسقي بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نستسقي بعمِّ رسولك، قم يا عبَّاس فادعو»، فيدعو العبَّاس والناس يؤمِّنون.


الشرح