×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقوله: ﴿ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ [آل عمران: 168] الآية.

****

كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ [آل عمران: 154] فالبقاء في البُيوت لا يمنَع من الموت، فالذي مكتوبٌ عليه الموت في أيِّ مكان سيخرجُ ويذهب إلى مكانه الذي مكتوبٌ أنه يُقتَل أو يموت فيه.

فهذا هو محلُّ الشاهد: «لو»، لأنه قال هذه الكلمة من باب الجزَع والتسَخُّط لقضاء الله وقدَره وعدم الرضا بقضاء الله وقدَره. وإذا قيلت «لو» في مثل هذا الحال فإنها لا تجوز.

قال: «وقوله: ﴿ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ [آل عمران: 168] » هذه قالها عبد الله بن أُبَيٍّ - رأس المنافقين -.

﴿قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ [آل عمران: 168] يعني: من المؤمنين الذين خرَجوا وقُتِلوا في أُحُد، وكيف سمَّاهم إخوانهم؟ هل يكون المؤمن أخًا للمنافق؟ هذا حسَب الظَّاهر؛ لأنَّ المنافق في الظَّاهر مؤمن، فهي أُخوَّة بحسَب الظَّاهر؛ لأنَّ المنافق يُعامَل معاملة المؤمن في الظَّاهر، وتُوكَل سريرَته إلى الله سبحانه وتعالى فهو سمَّاهم إخوانهم بحسب ما أظهروا من الإيمان.

وقيل: إخوانهم في النَّسب؛ لأنَّ عبد الله بن أُبَيٍّ من قَبيلة الأوْس والخَزْرَج، فهو من أهل المدينة ومن قَبيل الأنصار، فهم إخوانهم في النَّسب، والله أعلم.

وقد ردَّ الله عليه بقوله: ﴿قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ آل [عمران: 168] إذا كنتم تزعُمون أنكم تمنَعون الموت من هؤلاء فامنَعوه عن أنفسكم.


الشرح