×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ [غافر: 51].

قوله: «وأنَّ أمرَه سيضمحلُّ» يعني: أنَّ هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم سيزول نهائيًّا ولا يبقى منه شيء، مثل سائر الدعوات والمذاهب الباطلة، تعيش فترة من الزمن ثمَّ تنقطع وتذهب بذهاب أصحابها وذهاب أحزابها وجماعاتها، أما الحقُّ فإنه يَبقى مهما جرى عليه من الامتحان والضعف أحيانًا والمداولة لكنِ الحق يبقى ويستمرُّ؛ فمن ظنَّ أنَّ أمرَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم سيضمحلُّ بسبب ما جرى من النكَبات التي جرت على المسلمين، مَن ظنَّ هذا فقد ظنَّ بربِّه ظنَّ السَّوء.

والله لم يُجرِ هذه النكبات لأجل أن يُزيل أهل الدين ويُزيل الدين، إنّما أجرى هذه النكبات على الدين وعلى أهل الدين ابتلاءً وامتحانًا من أجل الرّجوع إليه سبحانه وتعالى أو لخطأ ارتكبوه ووقعوا فيه، فالله يريد أن ينبِّههم من أجل أن ينقُّوا صفوفهم من الدّخيل ومن الخطأ، فيرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى فيُعيد لهم الله النصر والتمكين، هذه سنَّة الله جل وعلا في خلقه.

وكذلك يريد أن يمحِّص الذين آمنوا، يخلِّصهم من الذُّنوب والمعاصي ويقدَمون على الله مطهَّرين ليس عليهم سيِّئات.

هذه حكمة الله سبحانه وتعالى لا يريد بالنكبات التي تجري على عباده المؤمنين أن يُزيلَهم وأن يُزيل حقَّهم الذي هم عليه. أبدًا، تأبى حكمة الله ذلك، وإنَّما يُريد أن يثبِّت هذا الحق وأن يُزيل عنه الدَّخيل وأن يُزيل عنه ما أصاب أصحابه من الأُمور المخالفة حتى يرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى ويثوبوا


الشرح