وهذا
هو ظنُّ السَّوء الذَّي ظنَّه المنافقون والمشركون في سورة الفتح.
وإنَّما
كان هذا ظنُّ السوء؛ لأنَّه ظنَّ غير ما يليق به سبحانه، وما يليق بحكمته وحمده
ووعده الصادق.
****
إليه؛ فعند ذلك تعود إليهم عزَّتهم ومكانتُهم.
هذه سنَّة الله في خلقه
من قديم الخليقة إلى أن تقوم الساعة، كم جرى على الرُّسل؟ وكم جرى على أتباعهم من
النَّكبات ومن الْمُعضلات؟ ولكن العاقبة تكون لهم دائمًا وأبدًا، والحقُّ لا يزال
ولله الحمد.
قوله: «وهذا هو
ظَنُّ السَّوء» أي: من نفى القدر، وأن حدوث الأشياء بدون إرادتِه سبحانه
وتعالى وبدون قدَره؛ فقد ظنَّ بربِّه ظنَّ السَّوء، ووصف ربَّه بالعجز والجهل وعدم
العلم، تعالى الله عمَّا يقولون.
قوله: «وإنَّما
كان هذا ظنُّ السَّوءِ؛ لأنَّه ظنَّ غير ما يليق به سبحانه» ظنَّ ما لا يليق
به سبحانه وتعالى وهو العَبث.
«وما يليق بحكمته
وحمدِه ووعده الصَّادق» لأنَّه سبحانه وتعالى محمودٌ على كلِّ حال، على ما يكره
العباد وعلى ما يحبُّون؛ لأنَّه من قِبَل الله محمود، فإيقاعُ العقوبة فيمن
يستحقُّها عدلٌ منه سبحانه وتعالى يُحمَدُ عليه، وإيقاع الهلاك بالأُمم الكافرة
يُحمد عليه سبحانه وتعالى لأنَّه جزاء، ونزول النعَم بأهل الإيمان والنصر والتوفيق
وأهل الاتَّباع فضلٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى فهو المحمود على كلِّ حال على
المحامِد وعلى المكاره؛ لأنَّه ليس من قِبَله شيء عبث أبدًا.
فالذي يعرف الله
ويعرف أسماءه وصفاتِه ومقتضى حمدِه؛ فإنَّه