×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فمن ظنَّ أنَّه يُديل الباطل على الحقِّ إدالةً مستقرَّة يضمحلُّ معها الحقُّ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحقُّ عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئةٍ مجرَّدة؛ فذلك ظنُّ الذين كفروا، فويلٌ للذين كفروا من النَّار.

****

 لا يقع في هذه الأغلاط أبدًا، حتَّى ولو بلغ به الأمرُ والشدَّة ما بلغت؛ لأنَّه يعلم أنَّ الله لا يفعل إلاَّ ما فيه خير، فيصبر ويرضى بقضاء الله وقدره وينتظر الفرج، ولا ييأس من رحمة الله، بل ينتظر رحمة الله، كلَّما اشتدَّ الكرب انتظر رحمة الله، بل يزيد الرجاء عند شدَّة الكرب؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1]) والله جل وعلا يقول: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا [الشَّرح: 5- 6]، ﴿سَيَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرٖ يُسۡرٗا [الطلاق: 7]، فكلَّما اشتدَّ الأمر انفرج.

أما أهلُ النفاق وأهلُ الكفر وأهل الجهل فإنَّهم عند الكَرْب يكفُرون بالله عز وجل ويقنطون من رحمة الله، ولهذا لَمَّا أصاب المسلمين في أُحد ما أصابَهم كانت هذه كلماتهم القبيحة.

«فمَن ظنَّ أنَّه يُديل الباطل على الحقِّ إدالة مستقرَّة يضمحلُّ معها الحقُّ، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره» هذا إعادة من الإمام ابن القيِّم رحمه الله لتقرير هذه المسألة العظيمة.

«أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحقُّ عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجرَّدة؛ فذلك ظنُّ الذين كفروا» مَن ظنَّ أن الله يُديل


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (2803)، والطبراني في «الكبير» رقم (11243)، والضياء رقم (13).