×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فيكونون بذلك: قد كفروا وخرجوا من الملَّة؛ لأنهم أنكروا علم الله سبحانه وتعالى ومن أنكر علم الله فهو كافر.

القسم الثاني: مَن يُقرُّ بعلم الله الأزليِّ، لكن يقول: إنَّ الله لم يقدِّر هذه الأشياء وإنَّما النَّاس هم الذين يفعلونها ويستقلُّون بإيجادها وخلقِها، كلٌّ يخلق فعل نفسه. هؤلاء أخفُّ من الأوَّلِين لكنَّهم ضُلاَّل؛ لأنَّهم أنكروا خلق الله، وهم متأخِّروا القَدَرِيَّةِ.

ولذلك سُمُّوا «مجوس هذه الأمة»؛ لأنَّ المجوس يقولون: «إنَّ الكونَ له خالقَان: خالق الخير والشر».

والمعتزلة الذين يقولون: «إنَّ الله لم يخلُق أفعال العباد، وإنَّما هم الذين خلقوها»، أثبتوا خالقِيْن كثيرين، وصاروا شرًّا من المجوس؛ لأنَّ المجوس إنَّما أثبتوا خالقَيْن وهؤلاء أثبتوا خالقِيِن كثيرين.

ولا يجوز للمسلم أن يدخُل في تفاصيل القدر ويفتح على نفسِه باب الشُّكوك والأوهام، بل يكفيه أَنْ يؤمنَ بالقدَر كما أخبر الله سبحانه وتعالى وكما أخبر رسولُه صلى الله عليه وسلم أنَّ كلَّ شيء بقضاء الله وقدره، ولا يدخُل في التفاصيل والأسئلة: لماذا كذا ولماذا كذا؛ لأنَّه لن يصل إلى نتيجة؛ لأنَّ الأمر كما يقول عبد الله بن عبَّاس - رضي الله تعالى عنهما -: «الْقَدَرُ سِرُّ اللَّهِ» سِرٌّ لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

فالواجب علينا: أن نؤمن به، ولا ندخل في تفاصيله، بل نكتفي بالإيمان به على ما جاء في الدليل من كتاب الله وسنَّة رسوله.

وعلينا العمل بطاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه، هذا الذي كلَّفنا


الشرح