المرتبة الثانية: أن الله كتب في
اللَّوح المحفوظ كلَّ شيء؛ فالذي يُنكر الكتابة في اللَّوح المحفوظ لم يكن مؤمنًا
بالله سبحانه وتعالى ولم يكن مؤمنًا بالقدَر.
المرتبة الثالثة: إرادة الله
ومشيئتُه للأشياء.
المرتبة الرَّابعة: خلْق الأشياء،
فكلُّ شيء في هذا الكون فهو من خلْق الله سبحانه ﴿وَٱللَّهُ
خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]، ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ
شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ﴾ [الزُّمَر: 62]، كلُّ شيء في هذا
الكون فهو من خلْقه سبحانه وتعالى من خيرٍ أو شر، مِنْ كفرٍ وإيمان، طاعة ومعصية،
غنىً أو فقر، مرض أو صحَّةً، حياة أو موت، إلى غير ذلك.
لكنِ الشر بالنسبة
إليه لا يكون شرًّا؛ لأنَّه خلقه لحكمة ووضعه في موضعه، فهو بالنسبة إليه ليس
شرًّا، وإنَّما هو شرٌّ بالنسبة لِمَن وقع عليه ومَن قُدِّر عليه بذُنوبه ومعاصيه،
فإنَّه شرٌّ بالنسبة للمحلِّ الذي يقع عليه، أما بالنسبة لله فهو خير؛ لأنَّه عدلٌ
منه سبحانه.
فالحاصل؛ أنَّ كلَّ
ما يقع في هذا الكون فهو عدلٌ ورحمةٌ وخيرٌ من الله سبحانه وتعالى وإنْ كان ضررًا
وعقوبةً وشرًّا بالنسبة لمن وقع عليه ذلك.
هذه مراتب الإيمان
بالقدر، وأهل السنَّة والجماعة يؤمنون بها كلِّها.
أمَّا القَدَرِيَّةُ
النُّفاة فهم على قسمين - والعياذ بالله -:
القسم الأول: - وهم القدماء منهم - ويسمَّون «غُلاة القدريَّة»: فإنَّهم يُنكرون علمَ الله، ويقولون: «إنَّ الله لا يعلم الأشياء قبلَ وقوعِها، إنَّما يعلمها إذا وقعت وحصلت»، ويُنكرون عِلمَ الله القديمَ الأزَلي بالأشياء قبلَ كونِها.