×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

«وَالْيَوْمِ الآْخِرِ» يوم القيامة، يجب الإيمان باليوم الآخِر، وهو: ما بعد الموت ممَّا أخبر الله تعالى به وأخبر به رسولُه صلى الله عليه وسلم من أحوال البَرْزَخ، ثم البعث والنُّشور، والقيام من القُبور، ثم الوُقوف في المحشَر، ثم الحساب، ثم الميزان، ثم تطايُر الصحُف فالمؤمن يأخُذ كتابه بيمينِه وغير المؤمن يأخذ كتابه بشمالِه، ثم الْمُرور على الصِّراط، ثم الاستقرار في الجنَّة أو في النَّار، هذا كلُّه يشمله الإيمان باليوم الآخِر.

فمَن لم يؤمن باليوم الآخر فإنَّه ولو آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله إذا جحد البعث واليوم الآخر كان كافرًا بالجميع.

«وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» هذا هو محلُّ الشَّاهد، وهو أن تؤمن بقضاء الله وقدره، وأنَّه لا يجري في هذ1 الكون شيءٌ إلاَّ وقد علمه الله في الأزَل وكتبه في اللَّوح المحفوظ وشاءه وأراده سبحانه وتعالى ثم خلقَه وأوجَدَه.

فالإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب:

المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله الأزَلي بكل شيء، وأنَّه يعلم سبحانه وتعالى ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، كلُّ ذلك يعلمُه الله سبحانه، لا يخفى عليه شيء: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ [المجادلة: 7]، ﴿أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا [الطلاق: 12]، والله جل وعلا لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ [آل عمران: 5]، ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3] فالإيمان بأنَّ الله عالمٌ بكلِّ شيء لا بدَّ منه، ومَنْ جحد علمَ الله فهو كافر.


الشرح