فمن لم يؤمن بالكتب
من أوَّلها إلى آخرها فإنَّه كافر: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا
بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ
وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ
أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 136]، فلا بدَّ من
الإيمان بجميع الكُتب.
فمَن لم يؤمن بالكتب
أصلاً وهم الدهريُّون والوثنيُّون فهم أكفرُ الخلْق.
ومَن آمن ببعض الكتب
وكفر ببعضها كاليهود والنصارى فهم كفَّار أيضًا.
إنَّما الإيمان هو:
الإيمان بجميع الكتب من أوَّلها إلى آخرِها: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ
بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي
ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾ [البقرة: 85].
فالذي يكفُر بكتابٍ
واحد من كتب الله يكون كافرًا بالجميع.
«وَرُسُلِهِ» كذلك يجب الإيمان
بجميع الرُّسل من أوَّلهم إلى آخرهم، مَن سمَّى الله منهم ومَن لم يسمِّ، نؤمن
بجميع الرُّسل - عليهم الصَّلاة والسلام -.
فمن آمن ببعضهم
وكفرَ ببعضهم فهو كافرٌ بالجميع، كحالة اليهود والنصارى الذين يكفُرون بمحمَّد صلى
الله عليه وسلم، واليهود يكفُرون بعيسى وبمحمَد - عليهما الصَّلاة والسَّلام -.
وكذلك مَن لم يؤمن بالرُّسل أصلاً كالوثنيين والدهريِّين والملاحدة: أغرقُ في الكفر وأبعد في الكفر - والعياذ بالله -.