×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

به، ولم نكلَّف بالبحث عن القدر، ولا نترك العمل ونقول: ما قُدِّر لنا فسيحصل.

لذلك لَمَّا أخبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّ كلَّ أَحد مقرَّرٌ مكانُه من الجنَّة أو من النَّار قالوا: يا رسول الله، ألا نتكل على كتابنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»، وأنزل الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ [الليل: 5- 10].

فأنت المطلوب منك: العمل والإيمان بالقضاء والقدر، وأنت قادرٌ على العمل، وممكَّنٌ من العمل، فعليك أَنْ تعمَل الخير وتترُكَ الشَّر، وتتوبَ من السيِّئات وتكثر من الحسنات، هذا المطلوب منك، أمَّا البحث في هذه الأمور التي لا يعلمُها إلاَّ الله سبحانه وتعالى والدُّخول في هذه المخاصَمات فهذا يؤدِّي إلى الضَّلال ويؤدِّي إلى التِّيه؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى لم يطلُب منَّا هذه الأشياء، وإنَّما أمرنا بالعمل، هذا الذي أمرنا الله به، أمرنا بالإيمان وأمرنا بالعمل، هذا المطلوب من المسلم.

***


الشرح