×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عَنْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الإِْيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ.

****

«عَنْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ» الصحابيِّ الجليل، من السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، وأحد النقباء المعروفين.

«أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِهِ» وهو الوليد بن عُبادة بن الصامت عند وفاتِه، قال له ابنه الوليد: يا أبت أوصني؛ فقال: أقعِدوني، فأقعدوه، فقال هذا الحديث في القدر.

«يَا بُنَيَّ» «يا»: هذه حرف نداء، و «بُنيَّ» تصغير «ابن»؛ وذلك من أجل العطف والشَّفَقة، مثل قول لقمان: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ [لقمان: 17]، فالأب يوصي أولاَدَه بتقوى الله عز وجل وبالتمسُّك بالدين والعقيدة، هذا من واجب الآباء نحو أبنائهم، أن يوصوهم بتقوى الله وبإصلاح العقيدة وبالتمسُّك بالدين والأخلاق الفاضلة.

«إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الإِْيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ» طعم الإيمان: حلاوته ولذته؛ وذلك لأنَّ الإنسان إذا آمن أنَّ ما يجري عليه فهو بقضاء الله وقدره؛ فإنَّه يستريح، لا يجزع عند المصيبة، ولا يفرح فَرَح بَطَرٍ عند النعمة؛ لأنَّه يؤمن أنَّ هذا بقضاء الله وقدرِه، فيرتاحُ ضميرُه وتطمئنُّ نفسُه، لا يجزع ولا يسخط، قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [التغابن: 11].


الشرح