سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ
الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ:
اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».
****
قال علقَمة: «هو
الرجل تُصيبه المصيبة فيعلم أنَّها من عند الله فيرضى ويسلِّم».
فمن آمن بالقضاء
والقدر فإنَّه يجد طعم الإيمان وراحة الإيمان عند الشدائد والمصائب والمنغِّصات،
فلا يكون فيه جزع ولا تسخُّط ولا تضايُق، وإنَّما يؤمن أنَّ هذا قضاء وقدر وأنَّه
لا بدَّ منه.
أمَّا الذي لا يؤمن
بالقضاء والقدر فإنَّه يُصبح في قلق وفي همٍّ، إذا أصابه شيء فإنَّه يجزع ويسخط
ويلوم نفسَه: لماذا لم أعمل كذا؟ ليتني عملت كذا، ليتني فعلتُ كذا، ثم يُصبح في
عذاب أشدَّ من ألم المصيبة.
«سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تعالى
الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ، وَمَاذَا أَكْتُبُ؟»» القلم هو: خلق من
خلق الله سبحانه وتعالى لا يعلم مقداره وصفته وكيفيَّتهُ إلاَّ الله سبحانه وتعالى
لأنَّه من عالم الغيب.
والمكتوب فيه هو:
اللوح المحفوظ، ففيه: قلم، وفيه كتابة، وفيه مكتوب فيه وهو اللَّوح المحفوظ.
«فَقَالَ لَهُ: «اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»» فهذا فيه: أَنَّ كلَّ ما يجري في هذا الكون فهو مكتوبٌ بالقلم - بقلم المقادير - في اللَّوح المحفوظ، من أوَّل الخلق إلى آخر الخلق، حتَّى تقوم