×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ» يعني: أسند ركبتيه إلى ركبتي النَّبي صلى الله عليه وسلم مقابِلاً، جُلُوسَ الْمُتَعَلِّمِ من المعلِّم، «وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ» تأدُّبًا مع رسول الله، «وَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنْ الإِْسْلاَمِ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً». قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ؛ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ!»؛ لأَِنَّ من العادة أنَّ السائل لا يكون عنده علمٌ، فكونُه قال: «صدقتَ»، هذا دليلٌ على أنَّه كان عالِمًا بالجواب.

ثم قال: ««أَخْبِرْنِي عَنْ الإِْيمَانِ». قَالَ: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا أَنَّهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ.

ثُمَّ قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِْحْسَانِ». قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ» يعني: متى قيامُ السَّاعة؟ قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنْ السَّائِلِ»» أي: أنا لا أدري وأنت لا تدري متى تقومُ السَّاعة؛ لأنَّ هذا من علم الله سبحانه وتعالى الذي اختصَّ به، لا يعلمُه أحد، لا ملَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نبيٌّ مرسل، لا أفضل الملائكة وهو جبريل، ولا أفضل البشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم.

«قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا»» أي: «علاماتِ السَّاعة التي إذا حصلت فإنَّ قيام السَّاعة قريب، «قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى


الشرح