×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ثم استدلَّ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.» ([1]) رواه مسلم.

****

الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «اطْلُبُوا السَّائِلَ»، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» ([2]) تمثَّل صورة بشرٍ، وجاء من أجل أَنْ يعلِّم الصَّحابة دينهم عن طريق السُّؤال والجواب يبنه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسمعون.

الشَّاهد من هذا الحديث: قولُه: «أَخْبِرْنِي عَنْ الإِْيمَانِ» وذكر في آخره: «وَأَنْ تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، ذكر ستَّة أركان للإيمان، وخمسة أركان للإسلام، وركنًا واحدًا للإحسان.

فأركان الإيمان: الإيمان بالله، وهو: التصديق الجازم بوحدانيَّة الله سبحانه وتعالى واستحقاقِه للعبادة وحدَه لا شريك له؛ وذلك يشمل أنواع التَّوحيد الثلاثة: الإيمان بتوحيد الرُّبوبيَّة، والإيمان بتوحيد الأُلوهية، والإيمان بتوحيد الأسماء والصِّفات.

فمن جحد نوعًا من هذه الأنواع لم يكن مؤمنًا بالله عز وجل.

ويدخُل في ذلك: الإيمان بالقدَر؛ لأنَّه من توحيد الرُّبوبيَّة، من أفعال، القدر الله سبحانه وتعالى فهو داخلٌ في توحيد الرُّبوبيَّة، لكنه أفرده بالذكر تأكيدًا له.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])أخرجه: مسلم رقم (8).