ثم
استدلَّ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ
وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.» ([1]) رواه
مسلم.
****
الْحُفَاةَ
الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». قَالَ:
ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم:
«اطْلُبُوا السَّائِلَ»، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ. قَالَ:
«فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» ([2]) تمثَّل صورة بشرٍ،
وجاء من أجل أَنْ يعلِّم الصَّحابة دينهم عن طريق السُّؤال والجواب يبنه وبين رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهم يسمعون.
الشَّاهد من هذا
الحديث: قولُه: «أَخْبِرْنِي عَنْ الإِْيمَانِ» وذكر في آخره: «وَأَنْ تُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، ذكر ستَّة أركان للإيمان، وخمسة أركان
للإسلام، وركنًا واحدًا للإحسان.
فأركان الإيمان: الإيمان بالله،
وهو: التصديق الجازم بوحدانيَّة الله سبحانه وتعالى واستحقاقِه للعبادة وحدَه لا
شريك له؛ وذلك يشمل أنواع التَّوحيد الثلاثة: الإيمان بتوحيد الرُّبوبيَّة،
والإيمان بتوحيد الأُلوهية، والإيمان بتوحيد الأسماء والصِّفات.
فمن جحد نوعًا من
هذه الأنواع لم يكن مؤمنًا بالله عز وجل.
ويدخُل في ذلك: الإيمان بالقدَر؛ لأنَّه من توحيد الرُّبوبيَّة، من أفعال، القدر الله سبحانه وتعالى فهو داخلٌ في توحيد الرُّبوبيَّة، لكنه أفرده بالذكر تأكيدًا له.
([1])أخرجه: مسلم رقم (8).