«عَلَى مَا
بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟» أي: أرسلني إليه
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكلَّفني به، فعليٌّ رضي الله عنه يريد أن يكلِّف
أبا الهيَّاج بهذه المهمة التي كَلَّفه بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
«أَنْ لاَ تَدَعَ
صُورَةً» «صُورَةً» نكرة في سياق النفي، فتعُمُّ كلَّ صورة مجسَّمة أو
مرسومة أو ملتقطة بالآلة.
«إِلاَّ طَمَسْتَهَا» وطمسُها يكون
بإتلافها، أو بقطع رأسها، حتى تُصبحَ مجَّرد شكل بدون رأس؛ لأنَّ الصورة كلَّها
تتمُّ وتتكامل بالرأس والوجه.
وليس معنى طمس
الصورة كما يفعله بعض الجُهَّال أو المتحيِّلين أنَّه يجعل خطًّا في عُنُق الصورة
فيُصبح كالطَّوق؛ لأن الطمس: أن تُزيل الرأس إمَّا بقطعهِ، وإمَّا بتلطيخِه
وإخفائه تماما.
فقوله: «وَلاَ
قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْته» المشرف: المرتفع، بأن يُبنى على القبر
بناية من أجل تعظيم القبر، كما يُفعل من بناء الأضرحة، أو من البنيات التي تكونُ
على القبور، وتُجَصص ويُكتب عليها، وما أشبه ذلك، هذا كلُّه حرام؛ لأنَّه وسيلة
إلى الشرك.
ولاحظوا كونَ الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين طمْس الصورة وتسوية البناء على القُبور مما يدلُّكم على أنَّ من العِلل العظيمة في منع التَّصوير أنَّه وسيلة إلى الشرك؛ فكما أنَّ البناء على القُبور وسيلة إلى الشرك، فكذلك التصوير وسيلة إلى الشرك.