ولهما
عنه مرفوعًا: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا
الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ» ([1]).
ولمسلم
عن أبي الهيَّاج قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ: «أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي
عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ
طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْته» ([2]).
****
قوله: «وَلَهُمَا عَنْهُ مَرْفُوعًا: «مَنْ
صَوَّرَ صُورَةً»» هذا نوعٌ آخرُ مِن الوعيد.
«كُلِّفَ أَنْ
يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ» أي: تحضَّر الصور كلُّها
التي صنعها، ويُؤْمرُ بِأَن ينفخ فيها الأرواح، وهل يستطيع أَنْ ينفخَ الأرواح؟
ولكن هذا مِن باب التعجيز والعذاب، بأن يُحمَّل ما لا يستطيع وما لا يُطيق -
والعياذ بالله - فيطولُ عذابُه.
ولولا أنَّ في
التصوير خُطورة وفيه فتنة لَمَا رأيتُم فتنة النَّاس به وكثرته؛ لأنَّ الشيطان
يحثُّ عليه ويحرِّض عليه؛ لأنَّ فيه ضررًا على بني آدم، فهو يحثُّهم على فعلِه
وعلى صنعتِه من أجل أن يتحمَّلوا هذه الأوزار - والعياذُ بالله -.
قوله: «عن أبي
الهيَّاج» الأسدي: تابعيٌّ جليل، وهو كاتب أمير المؤمنين عليُّ ابن أبي طالب
رضي الله عنه.
«قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ: أَلاَ أَبْعَثُكَ» أي: أُرسلك.