كثُرت الصور أو
قلَّت، تحضر هذه الصور التي صوَّرها يوم القيامة، ويُجعل في كل صورة نفس، يعني:
روح يجعل الله جل وعلا في كلِّ صورة صورها رُوحًا يعذَّب بها في جهنَّم، هذه الصور
تصلاه بالعذاب يوم القيامة، كما أنَّ صاحب المال الذي لا يزكِّيه يجعل الله مالَه
ثُعبانًا يوم القيامة - أو في القبر - فيسلِّطُه عليه: ﴿وَلَا
يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ
خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ
بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [آل عمران: 180]، يُجعل ثُعبانًا يلدغُه،
يأخذ بلَهْزِمَتَيْه ويلدغُه، كذلك الصور هذه تُجعل فيها أرواح وتسلَّط عليه تعذِّبه
في نار جهنَّم، فما بالُكم بالذي صنع آلات الصُّور؟ سيعذَّب بها يوم القيامة -
والعياذُ بالله - كلِّها.
فقوله صلى الله عليه وسلم:
«يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ» قيل: إِنَّ الباء سببيَّة، أي: بسبب كلِّ
صورة، وقيل: إنَّ الباء بمعنى «في»، «يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ»
يعني: في كلِّ صورة روح، بأنْ تُجعل الأرواح في هذه الصورة، أو أن يجعل له أنفُسًا
يوم القيامة متعدِّدة بسبب هذه الصور ويعذب بها في جهنم، فيجعل الله له أنفُسًا
كثيرة بعدد الصور يعذَّبُ بها في جهنَّم، أو أنَّ هذه الصور نفسَها يُجعل فيها
أرواح وتسلَّط عليه بالعذاب يوم القيامة.
****