×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

«أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً» حبَّة من النَّبات: حبَّة بُرٍّ أو دخن أو غير ذلك من الحبوب.

«أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» أي: حبَّة شعير، هم يستطيعون أن يعملوا صورة حبَّة، صورة شعيرة، صورة ذرَّة، لكن لا يستطيعون أن يجعلوا فيها الخواصَّ التي يجعلها الله في هذا المخلوق، وإنَّما عمله أن يستطيع أن يجعل مجرَّد شكل ورسم أو تمثال فقط.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ [الأنعام: 95] فالله وحدَهُ يجعل حبَّةً فيها خصائصُ الحبَّة مِن الحياة والنموِّ والطعم؛ لأنَّ الحبَّة فيها حياة، ولذلك إذا بُذِرَتْ نبتَتْ، وتُسمَّى حياة النموِّ، أمَّا حياة الحيوان فإنَّها تُسَمَّى حياة حركة، فالحياة على قسمين: حياةُ حركة، وهذه في ذوات الأرواح، وحياةُ نموٍّ وهي في الحبُوب والبُذور التي جعلها الله سبحانه وتعالى لإنباتِ الأشياء.

ولو أن هذا الإنسان الذي يُسَمُّونُهُ الفنَّان صرف جهده لأشياء نافعة، صرف جهده لاختراع، صناعة تنفع، ينفع نفسَه وينفع النَّاس بها لكان هذا عملاً جيِّدًا، ومع النيَّة يكون عبادة ويؤجَرُ عليها.

أمّا أنْ يصرف جُهده ووقته وتعلُّمه في إيجاد هذه الصور ونحت هذه الصور فهذا عبثٌ فارغ وعملٌ محرَّم، وهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أشدُّ النَّاس عذابًا يوم القيامة، فبئسما اختار لنفسه من هذا الفنِّ الممقوت.

«أخرجاه» أي: أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله.


الشرح