قَالَ
عِمْرَانُ: فَلاَ أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟
«ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ
وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ»
([1]).
****
ففي هذا ردٌّ على
الرافضة - قبَّحهم الله وأخزاهم - الذين يُبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وينالون منهم، لا لشيء إلاَّ لأنَّهم هم الذين نشروا هذا الدين وهم الذين
بلَّغوا هذا الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو السَّبب في بغضهم لهم،
فهم يبغضون هذا الدين ويُبغضون هذا الرَّسول؛ لأنَّهم دسيسةٌ يهوديَّة، واليهود هم
أشدُّ الناس عداوةً للذين آمَنوا كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ﴾ [المائدة: 82]، فاليهود أشدُّ النَّاسِ
عداوَة للذين آمنوا، وهؤلاء الرافضة دسيسة يهوديَّة خبيثة تحمل هذا الحقد وهذا
البُغض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه
وسلم: «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» يعني التَّابعين، فجيلُ التابعين
لهم فضلٌ عظيم، وهم في المرتبة الثَّانية بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لأنَّهم تتلمذوا على الصَّحابة، وأخذوا علمَهم عن الصَّحابة؛ فبذلك حصلوا على هذا
الفضل العظيم وصاروا في المرتبة الثَّانية في الفضيلة بعد صحابة رسولِ الله صلى
الله عليه وسلم.
«قَالَ عِمْرَانُ: فَلاَ أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟ هذا مِن تحرِّيه في الرواية رضي الله عنه وهذه عادتُهم رضي الله عنهم أنَّهم لا يقولون ولا يجزمون إلاَّ بما يتأكدُونَ مِن صحَّتِهِ وثُبوتِه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا مِن أمانتهم في الرِّواية.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2508)، ومسلم رقم (2535).