وَعَنْ
سَلْمَانَ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: أُشَيْمِطٌ
زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّهُ بِضَاعَتَهُ لاَ
يَشْتَرِي إِلاَّ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَبِيعُ إِلاَّ بِيَمِينِهِ» ([1]) رواه
الطبراني بسند صحيح.
****
وقد يكون محقًا
حسيًّا بأن يُتلِف الله المال بآفةٍ، أو بسرقة، أو بنهب، أو بتسلُّط ظالم، أو غير
ذلك.
«لِلْكَسْبِ» الكسب الذي يكسبه
بسبب اليمين التي هي ليس بارًّا فيها ولا صادقًا، يسبِّبُ ذلك محْقَ مالِه، مع ما
له عند الله مِن العُقوبة الآجلة في الدَّار الآخرة - كما يأتي في الحديث الذي
بعده.
«أخرجاه» أي: أخرج هذا
الحديث الإمام البخاري ومسلم في «صحيحيهما»، فهو متَّفقٌ عليه، وهذا أعلى ما يكون
من درجات الصحَّة.
قوله: «وَعَنْ
سَلْمَانَ» هو: سلمانُ الفارسيُّ: الصحابي الجليل.
«أَنَّ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثَةٌ...»» مبتدأ.
«لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ» إلى آخره، خبر المبتدأ، والمعنى: لا يكلِّمهم الله يومَ القيامة كلامَ تكريم وتنعيم، فهم يُحرمون مِن كلام الله عز وجل لهم يوم القيامة، وقد جاء في الحديث: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ» ([2])، أمَّا هؤلاء فلا يكلِّمهم الله غضبًا عليهم؛ فيحرمهم الله مِن هذه النعمة العظيمة.
([1])أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (6111)، والبيهقي في «الشعب» رقم (4852).