فهذا فيه: إثبات
الكلام لله عز وجل وأنَّ الله يكلِّم عبادَه، ويتكلَّم بما شاء من أمرِه سبحانه
وتعالى.
والكلام مِن صفاته
سبحانه، وهو مِن صفات الأفعال التي يفعلُها إذا شاء سبحانه.
وكلامُه قديمُ
النَّوع حادثُ الآحاد، بمعنى: أنَّ نوع كلامه سبحانه قديم بقدمِه سبحانه، ليس له
بداية كسائر أفعالِه، وحادث الآحاد بمعنى: أنه يتكلَّم إذا شاء سبحانه وتعالى.
ونُثبتُ ذلك لله عز
وجل ومِن كلامِه: القرآن الكريم، فإنَّه كلامُ الله جل وعلا.
«وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ» أي: لا يُطَهِّرُهم؛ لأنَّ الزكاة تُطلق على عدَّة معانٍ:
منها: النماء، والزيادة
في الأموال، فإنَّ الزكاةَ تنمِّي الأموالَ وتزيدُها.
ومنها: الطهارة قال
تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103] أي: تطهِّرهم بها
مِن الذُّنوب ومِن البخل ومِن الشُّحِّ، الزكاة تطهِّر صاحبها من الصِّفات
الذميمة، وتطهِّرُ المال مِن الآفات ومِن سائر الأشياء التي تُخِلُّ به.
كما أنَّ الزكاة
تدفع البلاء عنِ المسلم، وهي سببٌ لنُزول الغيث ونزول البركات، فتزيد في أرزاقِ
النَّاس، فهي خيرٌ كلُّها؛ ولذلك سُمِّيت زكاة.
﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ﴾ [البقرة: 10] أي: موجِع، مِن «الألم» وهو: الوجع، فمعنى «أليم»: مؤلِم.