×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

الآخرة، فكان الواجب عليه التَّوبة والاستعداد للآخرة، والاستعداد للقاء الله، فإذا زنى وهو في هذه السنِّ فهذا دليلٌ على قُبح أخلاقِه، وعلى أنَّ الزنى سجيَّةٌ فيه.

أمَّا الشَّاب وإنْ كان الزنا في حقِّه حرام وقبيح، لكن فيه دافع الشهوة وقوَّة الشهوة.

الثَّاني: «عَائِلٌ» المراد به: الفقير.

«مُسْتَكْبِرٌ» الكِبْرُ قبيح؛ لأنَّ الإنسان مطلوبٌ منه التواضُع، التواضع لربِّه سبحانه وتعالى والتواضُع لخلق الله عز وجل فالاستكبار ضدُّ التواضُع.

والاستكبار يحمل الإنسان على الكفر أحيانًا وترك عبادة الله عز وجل استكبارًا، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]، والذي سبَّب لإبليس ما سبَّب مِن الخِزي والكفر هو الاستكبار ﴿أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 34]، استكبر عن السُّجود لآدم حَسَدًا لآدم واستكبارًا، فسبب عدم سجوده هو الكبر، استكبر عن أمرِ الله عز وجل.

وقد يستكبِر على عبادِ الله، ويرى أنَّه فوقَهم، وأنَّه أعلى منهم، هذا أيضًا من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عز وجل فالكبر كلُّه قبيح مِن كلِّ أحد؛ لأنَّ المطلوب من الإنسان التواضع.

ولكنَّ الكبر مِن العائل - أي: الفقير - أشدُّ؛ لأنَّه لا داعيَ للكبر فيه، لأنَّ الغني قد يغترُّ بمالِه ويستكبر مِن أجل المال ويرى أنَّه له درجة ترفعُه عن النَّاس بسبب مالِه، فيحملهُ المال والغنى على الكبر: ﴿كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ [العلق: 6- 7].


الشرح