×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قُلْنَا: وَأَفْضَلُنَا فَضْلاً، وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بِبَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلاَ يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» ([1]) رواه أبو داود بسند جيِّد.

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ، عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي - اللهُ عز وجل » ([2]) رواه النسائي بسند جيِّد.

****

وقوله صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ» يعني القول المعتاد مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم، بأن يقال له:

يا رسولَ الله، يا نبيَّ الله، هذا القول المعتاد معه صلى الله عليه وسلم، وليس فيه غلو.

وقوله: «وَلاَ يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» أي: لا يتَّخذكم الشيطان جريًا له، والجري معناه: الرسول، أي: لا تكونوا رسلاً للشيطان يُرسلكم إلى النَّاس بالغواية والمديح الكاذب.

ثم ذكر المصنِّف الحديث الثاني فقال: «عن أنس رضي الله عنه: «أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا»» أما قولهم: «يَا رَسُولَ اللهِ فهذا سليم، لكن قولهم: «سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا»» هذا الذي استنكرَه النَّبي صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4806)، وأحمد رقم (16354)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (211).

([2])أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (10078)، وأحمد رقم (12551).