قُلْنَا:
وَأَفْضَلُنَا فَضْلاً، وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً، فَقَالَ: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ
أَوْ بِبَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلاَ يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» ([1]) رواه
أبو داود بسند جيِّد.
وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَا خَيْرَنَا
وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا
مُحَمَّدُ، عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يَرْفَعُونِي
فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي - اللهُ عز وجل » ([2]) رواه
النسائي بسند جيِّد.
****
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ» يعني القول المعتاد مع الرَّسول صلى الله
عليه وسلم، بأن يقال له:
يا رسولَ الله، يا
نبيَّ الله، هذا القول المعتاد معه صلى الله عليه وسلم، وليس فيه غلو.
وقوله: «وَلاَ
يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ» أي: لا يتَّخذكم الشيطان جريًا له، والجري
معناه: الرسول، أي: لا تكونوا رسلاً للشيطان يُرسلكم إلى النَّاس بالغواية والمديح
الكاذب.
ثم ذكر المصنِّف الحديث الثاني فقال: «عن أنس رضي الله عنه: «أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَا خَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، وَسَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا»» أما قولهم: «يَا رَسُولَ اللهِ فهذا سليم، لكن قولهم: «سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا»» هذا الذي استنكرَه النَّبي صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4806)، وأحمد رقم (16354)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (211).