×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

«فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ» اليهود يخاطبونه بهذا الخِطاب، وأحيانًا يقولون: يا أبا القاسم، ولا يقولون: يا نبيَّ الله، أو يا رسول الله؛ لأنَّهم يجحدون رسالته ويحسدونه عليه الصلاة والسلام وإنْ كانوا يعترفون بأنَّه رسول الله وأنَّه نَبيُّ اللهِ في قَرارة أنفسهم جحودًا وعنادًا كما قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [البقرة: 146]، فهم يعلمون أنَّه رسول الله، وأنَّه نبيُّ الله، ولكنَّهم جحدوا هذا تكبُّرًا وحسدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسدًا للعرب، لأنَّهم يريدون أن تكون النبوَّة في بني إسرائيل ولا يريدونها أن تكون في بني إسماعيل، ولكنَّ الله يختصُّ برحمته مَن يشاء.

«إِنَّا نَجِدُ» يجدون ذلك في التَّوراة.

«أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالأَْرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ» الأرضين السبع: جمع أرض.

«وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ»؛ شجر الدنيا، شجر البر والبحر، فالشجر اسم جنس، كلُّ الشجر الذي في الدنيا على إصبع واحد.

«وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ» الثرى يعني: التُراب: قال سبحانه وتعالى: ﴿لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَمَا تَحۡتَ ٱلثَّرَىٰ [طه: 6] أي: تحت التُّراب.

«وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إِصْبَعٍ» يعني: باقي المخلوقات. فهذه خمسة أصابع، كلّ إصبع عليه خلْقٌ من خلقه سبحانه وتعالى.

«فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ» ولا أحد ينازع في هذا، فدلَّ على انفرادِهِ


الشرح