×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ [الزمر: 67] الآية» ([1]).

****

 سبحانه بالمُلْك يوم القيامة، يقول الله جل وعلا: ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ [غافر: 16] ثم يُجيب نفسَه فيقول: ﴿لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16]، ولا أحد ينازع في هذا فيدَّعي شيئًا من ملك السموات والأرض، لأنَّه لا أحد يملك السموات والأرض إلاَّ الله سبحانه وتعالى. أمَّا المُلك المؤقت في الدنيا والملك الذي يُعطى لبعض النَّاس فهذا عارية، ليس مُلكًا حقيقيًّا وإنَّما هو عاريَّة وامتحان يزول؛ ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ [آل عمران: 26] الملك لله سبحانه، ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٦ تُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۖ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّۖ وَتَرۡزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ [آل عمران: 26- 27].

والأملاك ترجع إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يرث الأرض ومَن عليها: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَرِثُ ٱلۡأَرۡضَ وَمَنۡ عَلَيۡهَا وَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ [مريم: 40].

«فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » أَي: لمّا سمع كلام هذا الحَبْرَ ضحك صلى الله عليه وسلم سرورًا بهذا؛ لأنَّ هذا إقرارٌ بما جاء في القرآن، وإقرارٌ بما جاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم.

«حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ» النواجذ هي: أوائل الأضراس، كان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك يتبسَّم فقط، وإذا بالغ في التبسُّم بدت نواجذُه صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4533).