×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عن ابن مسعود رضي الله عنه: جاء حَبْرٌ مِنَ الأَْحْبَارِ إِلَىَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَْرَضِيْنَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ.

****

الخلق عبثًا، وتركهم سدىً، يعملون بلا نتيجة، لا فرق بين المحسن والمسيء والمطيع والعاصي، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

وكذلك مَن جحد كلام الله وقال: «إنَّ الله لا يتكلَّم، وهذا الكتاب الذي هو التوراة والإنجيل والقرآن والزَّبور وغيرها مَن كتب الله ليس هو كلامُ الله؛ لأنَّ الله لا يتكلم، وإنَّما هو كلامُ البشر»، ومنهم من يقول: «المعنى من الله واللَّفظ من البشر، فالقرآن من الله وأمَّا لفظُه فهو من الرَّسول»، هذا ما قدَر الله حقَّ قدره.

الحاصل؛ أنَّ هذا بابٌ واسع، وأنَّ قولَه تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ يشمل كلَّ مَن خالف في أمور العقائد وأمور الأحكام فإنَّه ما قدَر الله حقَّ قدره.

﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [الزمر: 67] وتفسير هذه الآية في هذه الأحاديث والآثار التي ذكرها المصنِّف في هذا الباب.

أولُها: «عَنِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَْحْبَارِ» الحَبر - بفتح الحاء، ويجوز الكسر، هو: العالِم، وأغلب ما يُطلق ذلك على علماء اليهود: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ [التوبة: 31] الأحبار في اليهود والرُّهبان للنصارى.


الشرح