×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ إِلاَّ كَحَلْقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ» ([1]).

****

ولكن الظَّاهر المعنى الأوَّل، وهو أنَّ المراد به: القاع المستدير.

فالسموات السبع بالنسبة للكرسي تكون كالدراهم السبعة إذا أُلقيت في القاع الواسع المستدير، فتكون نسبتُها ضئيلة، ممّا يدلّ على أنّ الكرسيَّ أعظمُ من السموات، وأنّها بالنسبة إليه صغيرة، والله جل وعلا يقول: ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ [البقرة: 255]، فمصداقُ هذا في كتاب الله سبحانه وتعالى.

فدلّ على وُجود الكرسي، وأنّه مخلوق، أعظم من السموات، وفي هذا ردٌّ على من فسّر الكرسي بالعلم، والصّواب: أنّ الكرسي غير العلم.

وفيه ردٌّ - أيضًا - على من فسَّر الكرسيَّ بالعرش؛ لأنَّه سيأتي أنَّ العرش غير الكرسي.

وقد جاء في الحديث: أن الكرسيَّ موضعُ القدمين، فهو مخلوقٌ مستقل، عظيم، أكبر من السموات على سعتها، وأعظم من السموات على عظمتِها.

قال: «وقال أبو ذرٍّ» الصحابي الجليل، الزاهد، التَّقي، الورع، العالِم، العابِد، الذي له سَبْق في الإسلام، فهو من السَّابقين الأوَّلين، ومِنَ المهاجرين - رضي الله تعالى عنه -.


الشرح

([1])أخرجه: أبي الشيخ في «العظمة» (ص:587).