×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالَّتِي تَلِيهَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ،

****

«سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ إِلاَّ كَحَلْقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلاَةٍ مِنَ الأَْرْضِ»» الكرسي سبق لنا أنَّه مخلوق مستقلٌّ، وأنَّه أعظم من السموات، لكن هناك مخلوق أعظمُ منه وهو العَرْش.

والعرش هو: سَقْفُ المخلوقات، وأعلى المخلوقات، وأعظمُها.

والكرسي بالنسبة إلى العرْش كحلقة مِن حديد أُلقيت بين ظهراني فلاةٍ من الأرض، والفلاة هي: المكان المتَّسع من الأرْض، لو ألقيتَ فيها حَلْقة من حديد، فماذا تكون نسبة الحلْقة إلى هذه الفلاة الواسعة؟ قد لا تُرى أو تكون شيئًا ضئيلاً، فكذلك الكرسي بالنسبة لعرش الرَّحمن كحلقة من حديد أُلْقِيَت في فلاةٍ واسعة من الأرض.

فهذا يدلُّ على وُجود العرْش، وأنَّه مخلوق من مخلوقات الله، وأنَّه أكبر من الكُرْسي، وأنَّ الكرسيَّ أكبر مِن السموات، فهذا يدلُّ على عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي هذه مخلوقاتُه العظيمة الهائلة.

ثم قال: «وعن ابن مسعود» حديث ابن مسعود هذا يبيِّن المسافات التي بين السموات والأرض والمسافة التي بين السموات والكُرْسي، والمسافة التي بين الكرسي وبين العرش.

«قَالَ: بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا» يعني: القريبة مِنَ الأرض، الموالية للأرض كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ [المُلك: 5].


الشرح