بين الأرض والسماء
الدنيا خمسمائة عام، وبينَ كلِّ سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السَّابعة
والكُرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام.
إذًا تكون
المخلوقات: أوَّلاً: الأرض، ثم فوقها السموات السَّبع، ثم فوق السموات السَّبع
الكرسي، ثم فوق الكرسي بحر ما بين أعلاه وأسفلِه خمسمائة عام، وفوق الماء عرْش
الرَّحمن سبحانه وتعالى والله جل وعلا فوق العرْش، هذا ترتيب هذه المخلوقات، وهي
متباعِدة فيما بينها، فبين السماء الدنيا والأرض خمسمائة عام، وبين كلِّ سماء
والتي تليها - يعني: السماء الثَّانية والسماء الثَّالثة والرَّابعة والخامسة
والسَّادسة والسَّابعة - بين كلِّ سماء وسماء خمسمائة عام بالنسبة لسَيْر الرواحل
والأقدام، لأنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم يصف للنَّاس ما يعرفونه في وقتهم.
وبين السماء
السَّابعة والكرسي - الذي مرَّ بنا أنَّه أعظم من السموات، وأنَّها بالنسبة إليه
كالدَّراهم في التُّرْس - بينهما خمسمائة عام، ثم فوق الكرسي بحر ما بين أسفلِه
وأعلاه خمسمائة عامٍّ، ثم فوق الماء عرشُ الرَّحمن سبحانه وتعالى: قال تعالى: ﴿وَكَانَ
عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ﴾ [هود: 7]، فكما أن في الأرض بحرًا يغمرها فكذلك في السماء بحر
آخر غير البحر الذي في الأرض، وهذا البحر الذي في السماء بحر هائل عُمقه خمسمائة
عام، ﴿وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ﴾ [هود: 7].
والعرش فوق هذا البَحْر، ﴿وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ﴾ [هود: 7].