×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ وَ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَبَيْنَ الْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْمَاءِ وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَلاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ.» ([1]) أخرجه ابن مهدي عن حمَّاد بنِ سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله. ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم بن أبي وائل، عن عبد الله.

قاله الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - قال: «وله طرق».

****

 إذًا يكون العرش هو أعظم المخلوقات، أعظم من هذا البَحْر، وأعظم من الكُرْسي، وأعظم من السموات، وأعظم من كلِّ المخلوقات، فالعرش هو أعظم المخلوقات، وأوسعُها، وأعظمُها، والله سبحانه وتعالى أضافه إلى نفسه فقال: ﴿ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ [البروج: 15]، ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ [المؤمنون: 116] فتمدح به سبحانه وتعالى وذلك لأنّه خلْقٌ عظيم، وخَلْقٌ فيه عبرٌ عظيمة.

ثم قال: «وَبَيْنَ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَبَيْنَ الْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْمَاءِ» أي فوق هذا البحْر.

«وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ» فهو سبحانه وتعالى فوق مخلوقاتِه، عالٍ على خَلْقِه سبحانه وتعالى العليُّ الأعلى: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ [الأنعام: 18]، ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن


الشرح

([1])أخرجه: أبي الشيخ في «العظمة» (ص:567).