×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فَوۡقِهِمۡ [النحل: 50]، ﴿تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ [المعارج: 4]، ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران: 55]، وأدلَّة علوِّ الله جل وعلا على خلْقه كثيرة في الكتاب والسنَّة والعقْل والفطرة حتى قال بعضُهم: «إنَّها بلغت ألف دليل»، وقد ألَّف الحافظ الذهبي رحمه الله كتابًا مستقلاً في العلو سمَّاه: «العلوُّ للعليِّ الغفَّار»، وهو مطبوع ومتداوَل، ذكر فيه النُّصوص الدالَّة على علوِّ الله على خلْقه، وقد أجمع أهلُ السنَّة والجماعة على علوِّ الله سبحانه وتعالى بذاتِه على خلقه، ولهذا قال: «وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ»، يعني: إذا كان العرش فوق المخلوقات والله فوق العرش، فدلَّ على أنَّ الله جل وعلا هو العليُّ الأعلى فوق مخلوقاته جل وعلا وأنَّ المخلوقات كلَّها بالنسبة إلى الله جل وعلا كالخرْدَلة - كما سبق -.

قوله: «لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ» أي: مع علوِّه على خلْقه لا يَتصوَّر أحدٌ أنَّه بعيدٌ عن عبادِه، بل له هذا العلوُّ، ومع هذا لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم، فهو سبحانه وتعالى فوق العرْش وعلمُه في كلِّ مكان، لا يخفى عليه شيء: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ [آل عمران: 5]، ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3]، ﴿يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [الحديد: 4]، ﴿مَعَكُمۡ أي: بعلمه سبحانه وتعالى وإحاطته، لا تخفون عليه، ولا تخفى عليه أعمالُكم خيرُها وشرُّها، وكلُّ ما يصدر من عباده فإنَّه يعلمُه سبحانه وتعالى من الطَّاعات والمعاصي والخير والشَّرِّ، كلُّه يعلمه سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالهم: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنٖ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٖ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا


الشرح