×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 وعن العبَّاس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ كَمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ؟»، قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

****

يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ [يونس: 61].

فلا يَتصوَّر أحدٌ أنَّ الله إذا كان في العلوِّ أنَّه يكون بعيدًا عن عبادِه، وأنَّه لا يعلم أعمالهم، فيتصوَّر أنَّ الخالق مثل المخلوق، إذا كان في مكان مرتفع فإنَّه لا يعلم ما تحتَه، ولا يدري ما يحدُث بما تحته، هذا في حق المخلوق، أما الله جل وعلا فإنَّه لا يخفى عليه شيء، والمخلوقات كلُّها على عظمها وسعتها ما هي بالنسبة إليه بشيء سبحانه وتعالى هو محيطٌ بها، يعلمُها ويراها، ويسمع ما يحدُث فيها، ويرى ما يحدُث فيها، هو بكلِّ شيء عليم سبحانه.

فهذا فيه: الجمع بين العلوِّ والعلم والإحاطة.

«وعن العبَّاس» عمِّ النَّبي صلى الله عليه وسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ كَمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ؟» هذا فيه: السُّؤال الذي معناه التعليم والإرشاد، وليس هو من السؤال الذي يطلُب السَّائل من المسئول أن يُخبره عن شيء لا يعلمُه، وإنَّما هو من باب التقريب وإحضار الذِّهن؛ لأنَّ التعليم إذا جاء عن طريق السؤال والجواب كان أثبت.***


الشرح