×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قَالَ: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةٍ سَنَةٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَكُثْفُ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْعَرْشِ بَحْرٌ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاَهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ، وَاللهُ تَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ,وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ» ([1]) أخرجه أبو داود وغيره.

****

 قال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةٍ سَنَةٍ» أي: بين السماء الدنيا والأرض خمسمائة عام.

«وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَكُثْفُ كُلِّ سَمَاءٍ» هذه هي الزيادة التي جاء بها هذا الحديث، أي: غِلَظ كلِّ سماءٍ وسمكها.

«وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْعَرْشِ بَحْرٌ، بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاَهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ» هذا بيان عمق البحْر.

والعرش فوق الماء، وهذا سبق، وهو في الآية الكريمة: ﴿وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ [هود: 7].

«وَاللهُ تَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ,وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ» هذا كما سبق أنَّ الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشِهِ، عالٍ على خلقه بذاته سبحانه وتعالى ومع هذا مع علوِّه - سبحانه - على مخلوقاته فإنَّه يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ ممَّا يحدُث في هذا الكون في أعلاه وفي أسفلِه، وجميع أعمال بني آدم على كثرة بني آدم وتفرُّقهم في الأرض واختلاف أمكنتهم فإنَّ الله يعلم جميع ما يصدُر


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (1769)، والحاكم رقم (3428).