×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 شِماله لا تكون يمينًا، وإنَّما هذا خاصٌّ بالله تعالى بأن «وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ»، وهو له يد يمين وله شِمال كما في هذه الأحاديث، فهي يمين لا تُشبه يمين المخلوقين وشمالٌ لا تشبه شمال المخلوقين، وله أصابع سبحانه لا تُشبه أصابع المخلوقين، بل تليق به سبحانه وتعالى.

رابعًا: في هذه النُّصوص بيانُ المسافات التي بين هذه المخلوقات: المسافات بين السماء والأرض، المسافات بين السموات، المسافات بين السموات والكرسيِّ، المسافات بين الكرسي والماء، وهذه مسافات عظيمة متباعِدةٌ، ممَّا يدلُّ على عظمة هذا الكون، وعظمة هذا الكون يدلُّ على عظمة خالقِه سبحانه وتعالى.

وفيها: الردُّ على أصحاب النظريَّات الحديثة الذين لا يؤمنون بوجود السموات، ولا بوجود هذه المخلوقات العُلْويَّة، وإنَّما يظنُّون أنَّ هذا فضاء خارجي، وعندهم: أن الكون هو المجموعة الشمسيَّة، ويعتبرون أنَّ الشمس هي المركز لهذه المجموعة، وأنَّ هذه الأفلاك بكواكبها تدور عليها - بما فيها الأرض -، وهذا من الكذب على الله سبحانه وتعالى والقولُ على الله بلا علم، والتخرُّص الذي ما أنزل الله به من سلطان، والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن هذه المخلوقات في هذه الأحاديث: أوَّلاً: الأرض، ثم فوقها السموات السَّبع، ثم فوق السموات السَّبع الكرسي، ثم فوق الكرسي البحر، ثم فوق البحر العرش، والله جل وعلا فوق العرْشِ، فيجب الإيمان بذلك، وتكذيب هذه النظريَّات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان.


الشرح