×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

خامسًا: في هذه النُّصوص إثبات أنَّ الأَرَضين سبع كالسموات، والله جل وعلا لم يذكر في القرآن عدد الأرض، ولكنَّه أشار إلى هذا في قوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ [الطلاق: 12]، فقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ [الطلاق: 12]، يدلُّ على أنَّ الأرضين سبع، وجاء مصرَّحًا بذلك في السنَّة كما في الأثر الأوَّل، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ([1])، فدلَّ هذا على أنَّ الأَرَضين سبع.

سادسًا: فيها بيان كيفيَّة هذه المخلوقات، وأنَّ بعضَها فوق بعض، فالأرض أوَّلاً ثم السموات، ثم الكرسيُّ، ثم البَحْر، ثم العَرْش، وأنَّ العرش هو أعظم هذه المخلوقات.

سابعًا: فيها أنَّ الكرسي غير العرش، وأنَّه مخلوق مستقل، ردًّا على من زعم أنَّه العرْش، أو أنَّ المراد به العلم.

ثامنًا: في هذه النُّصوص إثبات علوِّ الله على عرشِه، ردًّا على الجهميَّة والمعتزلة والأشاعرة ونُفاة العلوِّ الذين ينفون علوَّ الله على عرشِه.

تاسعًا: فيها إثبات إحاطة علمِ الله جل وعلا بكلِّ شيء، وأنَّه لا تخفى عليه أعمال عباده صغيرُها وكبيرُها.

عاشرًا: فيها وُجوب إفراد الله تعالى بالعبادة؛ لأنَّه إذا كانت هذه المخلوقات العظيمة حقيرةٌ بالنسبة إليه سبحانه وتعالى وصغيرة بالنسبة إليه،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2320)، ومسلم رقم (1610).