×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡ‍ٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ[الحج: 73]، هذا تحدٍّ من الله سبحانه وتعالى تحدِّ لجميع الخلق بمن فيهم المَهَرة والمهندسون والخُبراء أَنْ يَخْلُقوا ذبابًا، ولا يزال التحدِّي قائمًا إلى يوم القيامة، فهذا دليل على أنَّ الخالق هو الله.

أوّلاً: الخلْق لا بدَّ له من خالق، هذه بداهة عقلية لا ينازع فيها إلاَّ مكابر.

ثانيًا: ما أحد ادَّعى أنَّه خلق شيئًا من السموات ولا من الأرض، والتحدِّي قائم إلى يوم القيامة.

فالملاحدة ما قدروا الله حقَّ قدره، الذين نفوا وُجود الله ووجود الخالق ما قدروا الله حق قدره.

وكذلك المشركون الذين أقرُّوا أن الخالق الرَّازق المحيي المدبِّر هو الله سبحانه وتعالى واعترفوا بتوحيد الرُّبوبية، ولكنَّهم خالفوا في العبادة، خالفوا في توحيد الألوهيَّة، فعبدوا مع الله غيرَه مِن الأصنام والأحجار والأشجار والقُبور والأضرحة، هؤلاء ما قدروا الله حقَّ قدره، حيث إنَّهم أشركوا معه غيرَه في عبادته، ممن لا يخلُق ولا يرزق ولا يملك نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا، هؤلاء ما قدروا الله حقَّ قدره، حيث سوُّوا به خلقًا من خلقه، وجعلوهم معبودين معه، يذبحون لهم، وينذُرون لهم، ويتبرَّكون بهم، ويطوفون بقبورهم، ويتبرَّكون بالأحجار والأشجار، ويعبدون الأصنام، جعلوا هذه الأصنام


الشرح