×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 والجمادات، وجعلوا هؤلاء الأموات الرُّفات في القبور جعلوهم شركاء لله في العبادة، هؤلاء ما قدَروا الله حقَّ قدرِه سبحانه وتعالى.

وكذلك ما قدر الله حقَّ قدره مَن جحد الأسماء والصِّفات، فمَن أنكر الأسماء والصِّفات الَّتي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسولُه صلى الله عليه وسلم أو تأوَّلها على غير معناها وألحد فيها؛ ما قدَر الله حقَّ قدِره، فالذي قال: «إنَّ الله لا يوصف بصفات، ولا يسمَّى بأسماء، وإنَّما هذه مجازات لا حقيقة لها، فلا يوصف الله عنده بأنَّ له يدين، ولا أنَّ له وجهًا، ولا يوصف الله بأنَّه في العلو عالٍ على خلقه مستوٍ على عرشه»، ثم راح يؤوِّل هذه الصِّفات إلى معانٍ لا تحتملُها، فهذا ما قدَر الله حقَّ قدره سبحانه وتعالى حيث إنَّه ألحد في أسمائه، وألحد في صفاته، ما قدر الله حقَّ قدره، ويدخُل في ذلك الجهميَّة والمعتزلة والأشاعرة والماتريديَّة، وكلُّ مَن ألحدَ في الأسماء والصِّفات أو جحد بعضَها أو شيئًا منها فإنَّه ما قدَر الله حقَّ قدره ولا عظَّمه حقَّ تعظيمه، ويدخُل في ذلك كلُّ مَن خالف في الأسماء والصِّفات ما قدَر الله حق قدره ولا عظَّمه حقَّ تعظيمِه ولا تأدَّب مع ربه سبحانه وتعالى بل صار يكذِّب بما وصف الله به نفسه وسمَّى به نفسه، يقول: هذا غير صحيح، هذا مجاز، هذا ليس بحقيقة، إلى غير ذلك من مقالاتهم الباطلة، ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ [الأنعام: 91].

كذلك ما قدر الله حقَّ قدره من نفى القدر: فالقدريَّة ما قدروا الله حقَّ قدره، حيث نفوا القدر، وقالوا: إنَّ الأشياء توجَد بدون قدر الله وأنَّها أُنف - يعني: تحدُث بغير قدر الله، وإنَّما العبد هو الذي يخلق


الشرح