×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فعل نفسِه دون أن يكون لله قدرٌ سابق وعلمٌ سابق بهذه الأشياء، ﴿مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ [الحج: 74].

ويدخُل في ذلك كلُّ مَن ألحد في القدر من الجبرية ومن القدريَّة، كلُّهم ما قدروا الله حقَّ قدره.

أيضًا: ما قدر الله حقَّ قدره مَن عصى الله وارتكب ما حرَّم الله من المعاصي وترك ما أوجب الله من الطَّاعات، ما قدر الله حقَّ قدره، لأنَّه خالف أمره سبحانه وتعالى ولا شك أن مَن عصى مخلوقًا فقد تنقَّصه فكيف بمن عصى الخالق؟!﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ [النحل: 60] لو أنَّ إنسانًا تمرَّد على أوامر ملِك من الملوك وأبى أن ينفِّذ ما أمر به، فيكون ما قدر ذلك الملِك حق قدره، بل تنقَّص هذا الملِك حيث إنَّه لم يلتزم بأوامره ونواهيه، فكيف بالذي خالف أمرَ الله سبحانه وتعالى وخالف نواهيه، وارتكب المنهي وترك الواجب؟ هل يكون هذا مقدِّرًا لله حقِّ قدره؟

إذًا فكلُّ مخالف لأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه وأحكامه فإنَّه ما قدر الله حقَّ قدره؛ حيث لم يمتثل شرعَ الله، ومَن لم يمتثل شرعَ الله فإنَّه لم يقدُرْه حقَّ قدره.

كذلك مَن حكم بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين الوضعيَّة بديلاً عن الأحكام الشَّرعية التي شرعها الله لعباده ما قدر الله حقَّ قدره، يقول - بلسان الحال أو بلسان المقال -: إنَّ شرعك لا يصلُح للبشر، وإنَّما يصلُح للبشر القوانين البشرية التي وضعها المخلوق، هكذا، ما قدر الله حقَّ قدره سبحانه.


الشرح