×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

المبحث الأول في الذكاة

****

·       وفيه مسائل:

المسألة الأولى: في تعريف الذكاة وبيان حكمتها:

الذكاة لغة: تمام الشيء ومنه الذكاء في الفهم إذا كان تام العقل سريع القبول ([1]) والفعل منه: ذكي يذكي ذكًا - والذكوة ما تذكو به النار وأذكيت الحرب والنار أوقدتهما ([2]).

والذكاة شرعًا: ذبح أو نحر الحيوان المأكول البري بقطع حلقومه ومريئه أو عقر ممتنع ([3]).

حكمها: أجمعوا على أنه لا يحل الحيوان المأكول اللحم غير السمك والجراد إلا بذكاة أو ما في معنى الذكاة لقوله تعالى: {حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ}إلى قوله {إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ} [المَائدة: 3] ([4]).

والحكمة فيها: تطييب الحيوان المذكي فالحيوان إذا أسيل دمه فقد طيب لأنه يسارع إليه التجفف وفي الحديث: ذكاة الأرض يبسها ([5])، يريد طهارتها من النجاسة فالذكاة في الذبيحة تطهير لها وبها تتميز عن الميتة المحرمة.


الشرح

([1])مختار الصحاح ص(224) ج (1).

([2])تفسير القرطبي ص(52) ج (6).

([3])الروض المربع ص(354) ج بحاشية العنقري.

([4])المغني مع الشرح الكبير ص(42) ج (11) و انظر: المجموع شرح المهذب ص(72) ج (9).

([5])احتج به الحنفية ولا أصل له في المرفوع - نعم ذكره ابن أبي شيبة موقوفًا عن أبي جعفر محمد الباقر ورواه عبد الرزاق عن أبي قلابة من قوله بلفظ: (جفوف الأرض ظهورها) / التلخيص ص(37) ج (1).