×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

ورد الأمر بالرفق بالذبيحة عند ذبحها - وقال الإمام أحمد: تقاد إلى الذبح قودًا رفيقًا وتوارى السكين عنها ولا يظهر السكين إلا عند الذبح ([1]).

هذا دين الإسلام دين رحمة - الرحمة الشاملة لكل حي - وصدق الله العظيم: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} [الأنبيَاء: 107]

لا يجوز أن يذبح الحيوان المباح لغير أكله فعن عبد الله بن عمر مرفوعًا: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلاَّ سَأَلَهُ اللَّهُ عز وجل عَنْهَا» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: «يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلاَ يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا» ([2])وفي حديث آخر: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ» ([3]).

المسألة الرابعة: في بيان ما تحصل به ذكاة الجنين:

الجنين هو الولد في البطن فهو وصف له ما دام في بطن أمه قيل سمي بذلك لاستتاره فإذا ولد فهو منفوس ([4]) - والمراد هنا الولد الذي في بطن المذكاة وله ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يخرج بعد ذكاة أمه حيًا مستقرة ففي هذه الحاله لا يحل إلا بذكاة من غير خلاف لأنه نفس أخرى، غير متصلة بغيرها اتصال خلقة وتغذية فلا يحل بذكاة غيره.


الشرح

([1])جامع العلوم والحكم لابن رجب ص(134 - 135).

([2])رواه الشافعي وأبو داود والحاكم وأعله ابن القطان بصهيب مولى ابن عباس الراوي عن عبد الله فقال لا يعرف حاله انظر: نيل الأوطار ص(130 - 131) ج (8).

([3])رواه الشافعي وأحمد والنسائي وابن حيان/ نفس المصدر.

([4])القاموس ص (211) ج (4) والمصباح المنير ص(121) ج (1).