×
الْأَطْعِمَة وَأَحْكَام الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «أما الآية فأكثر المفسرين قالوا المراد بالباغي الذي يبغي المحرم من الطعام مع قدرته على الحلال والعادي الذي يتعدى القدر الذي يحتاج إليه وهذا التفسير هو الصواب ([1]) وهو قول أكثر السلف، وليس في الشرع ما يدل على ان العاصي بسفره لا يأكل الميتة ولا يقصر بل نصوص الكتاب والسنة عامة مطلقة» ([2]).

المسألة الثالثة: في بيان حكم تناول الطعام المحرم في حال الضرورة:

·       اختلف العلماء في ذلك على قولين:

القول الأول: يجب على المضطر الأكل من الميتة ونحوها لقوله تعالى: {وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ} [النِّسَاء: 29] وقوله تعالى: {وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ} [البَقَرَة: 195].

وترك الأكل مع إمكانه في هذه الحالة إلقاء بيده إلى التهلكة - ولأنه قادر على إحياء نفسه بما أحله الله له فلزمه كما لو كان معه طعام حلال وهذا أحد الوجهين في مذهب الحنابلة ([3]) وهو أيضًا أحد الوجهين في مذهب الشافعية ([4]) وهو قول الحنفية ([5]).


الشرح

([1])مجموع الفتاوى (111) ج (24).

([2])الاختبارات الفقهية (321 - 32).

([3])المغني مع الشرح الكبير ص(74) ج (11).

([4])المجموع شرح المهذب ص(39 - 40) ج (9).

([5])حاشية ابن عابدين ص(215) ج (5) وهو الصحيح من مذهب المالكية تفسير الشنقيطي ص(110) ج (1).