المبحث الثاني في الخنزير
****
· وفيه مسألتان:
المسألة الأولي: في تعريف الخنزير:
هو حيوان سمج والعين تكره له نابان كنابي الفيل يضرب بهما ورأسه كرأس
الجاموس وله ظلف كما للبقر والغنم وهو أنسل الحيوانات ([1]).
المسألة الثانية: في حكم أكله والحكمة في ذلك:
حكم أكله: الخنزير محرم لقوله تعالى{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ} [البَقَرَة: 173]، وقال تعالى: {حُرِّمَتۡ
عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ} [المَائدة: 3]، وقال تعالى: {قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ
أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ
مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِير} [الأنعَام: 145]، فنص في هذه الآيات على تحريم لحم
الخنزير ولا خلاف في تحريمه بين أهل العلم ([2]) - وله ناب يفرس به
داخلاً في عموم تحريم كل ذي ناب فتحريمه إذن بالنص والعموم والإجماع.
والتحريم يعم انسيه ووحشيه ويعم جميع أجزائه حتى الشحم ([3]).
وإنما خص اللحم بالذكر بأنه أعظم ما ينتفع به منه ([4]) وقد أبدى العلامة ابن القيم مقارنة بين صيغ النهي عن بيعة وصيغة النهي عن أكله
([1])عجائب المخلوقات للقزويني بهامش حياة الحيوان ص(223 - 224) ج (2).